تتمتع الثقوب السوداء بقوة جذب هائلة لا تسمح بأي شيء بمغادرتها حتى الفوتونات الضوئية ولذلك سميت “بالثقوب السوداء”. لكن كيف بمكن تصويرها وهي لا تسمح لأية أشعة بالإنفلات منها هذا هو التحدي الذي كان يقف حاجزا أمام علماء الفيزياء بشكل عام والفلك بشكل خاص. حتى بدأت الصورة تتضح أن شدة الجاذبية لدى الثقوب السوداء تصنع حولها هالة تتناسب طرديا مع كتلة الثقب الأسود، ومن هنا فإن تصوير الثقب الأسود وإن كان غير ممكن إلا أن تصوير الهالة التي حوله أصبحت ممكنة، حيث تمتاز تلك الهالة بأنها تشبه الدوامة التي تؤدي إلى تصادم الجزيئات بسرعات هائلة مما يولد عنها حرارة مخيفة هائلة وهذه الحراة هي التي كان مسبار أفق الحدث EHT يحاول التقاطها حتى تمكن من ذلك أخيرا لتصبح اول صورة لثقب اسود في التاريخ.

وعند حساب شدة الحرارة المنبعثة والقطر التي تدور فيه تلك الهالة حول الثقب الأسود يستطييع العلماء توقع كتلة الثقب الأسود حيث توقعوا أن هذا الثقب الذي يقع في منتصف المجرة M87 تبلغ كتلته 6.5 مليار شمس مثل شمسنا، ويبعد عنا 55 مليون سنة ضوئية.

القيمة العلمية لهذا الحدث هي أنها تثبت النظرية النسبية لأينشتين التي تتحدث عن أن الضوء المنبعث من الأجرام يتمدد إلى أطوال موجية بفعل مجال الجاذبية الشديدة الناتجة عن ثقب أسود، وأن النجم سيبدو مائلا إلى الأحمر وهو تأثير يعرف باسم “الانزياح الأحمر الجذبي”.

السؤال الذي لا تجيب عنه هذه الصورة ولا نظرية أينشتين هو

هل لازال هذا الثقب موجودا أم لا حيث أن هذا الضوء المنبعث من الهالة التي حوله قد حدث قبل 55 مليون سنة ضوئية…؟؟!!

المجلة: Nature

كلمات مفتاحية: صورة اول ثقب اسود